بكين فرضت %84 على المنتجات الأميركية
لم يرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلقاء الصين قفاز التحدي في وجهه وإعلان مكتب لجنة الرسوم الجمركية بمجلس الدولة الصيني أن الرسوم الجمركية على السلع الأميركية سترتفع من 34% إلى 84% اعتباراً من 10 أبريل، ليقرر رفع الرسوم الجمركية على بكين لتصل إلى 125% فيما أمر بتعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما على التعريفات المضادة البالغة 10%.
وقال ترامب: “علقت الرسوم الجمركية موقتا على الدول التي لم تقم بأي رد انتقامي ضدنا”.
وجاء الرد الصيني بعد أن دخلت أحدث زيادة في الرسوم الجمركية الأميركية – والتي رفعت الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى أكثر من 100% – حيز التنفيذ في بداية يوم أمس.
وأكدت الصين ـ في بيان صحافي ـ أن فائضها التجاري مع الولايات المتحدة أمر لا مفر منه، وحذرت من أنها تمتلك “العزيمة والوسائل” لمواصلة الحرب إذا استمر ترامب في فرض رسوم جمركية على السلع الصينية لمحاولة خفضها.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية الحكومية عبر حساب رسمي لها على مواقع التواصل الاجتماعي: “نحن لا نثير المشاكل، لكننا لا نخشاها”، موضحة أن “الشعب الصيني لا يحب الضغط والتهديدات”.
وأكدت أن الصين “ستقاتل حتى النهاية”، مع أنها “لم تغلق باب الحوار”، مضيفة: “لن تُبدي الصين ضعفاً ولن تُساوم. سنُظهر للعالم أجمع عزمنا الراسخ على حماية النظام التجاري متعدد الأطراف”.
في موازاة ذلك، وافق الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم جمركية على سلع أميركية قيمتها 20 مليار دولار.
وقال الاتحاد ـ في بيان صحافي ـ إن دوله وافقت على الرسوم الجمركية التي اقترحتها المفوضية الأوروبية (الذراع التنفيذية للاتحاد) على السلع الأميركية على أن تسري اعتبارا من 15 أبريل الجاري، لافتا الى أن بالإمكان تعليق هذه الرسوم في أي وقت إذا “وافقت الولايات المتحدة على التوصل إلى نتيجة تفاوضية عادلة ومتوازنة”.
وأشار إلى أن المفوضية الأوروبية تعتبر الرسوم الجمركية الأميركية على واردات الصلب والألومنيوم “غير مبررة وضارة”، إذ تسببت في ضرر اقتصادي للطرفين بالإضافة إلى الاقتصاد العالمي.
كما شدد على أن الاتحاد الأوروبي يفضل التوصل إلى حلول تفاوضية مع الولايات المتحدة “تكون متوازنة ومفيدة للطرفين”.
في الاطار، أكد وزير المالية الفرنسي إريك لومبارد أن التضخم سيؤثر على “الأميركيين أولا” بعد قرار الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة. وقال لومبارد أمام الجمعية الوطنية: إن عواقب “الحرب التجارية” التي فرضها ترامب “ستكون أقل أهمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي مما ستكون عليه بالنسبة للولايات المتحدة”، وان “التضخم وتراجع النمو سيؤثران على الأميركيين أولا”، معترفا بأن النمو الأوروبي سيتأثر أيضا.
ونقل لومبارد عن محافظ بنك فرنسا اعتقاده بأن التأثير على التضخم في منطقة اليورو سيكون “محدودا للغاية”.
بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن الحرب التجارية التي أشعلتها الرسوم الجمركية الأميركية “تنذر بإعصار يؤثر على الجميع”. وأضاف أردوغان في كلمة أمام كتلة حزب (العدالة والتنمية) في البرلمان: إن “النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية وترسخت جذوره مع نهاية الحرب الباردة يتصدع من أساساته”.
وأضاف: “يبدو أن الحرب التجارية سيكون لها تأثير عالمي وليس من المبالغة القول بمجيء إعصار سيؤثر على الجميع”.
رابط المصدر
