بلمسة واحدة: ودع دهون الطعام الزائدة في ثوانٍ

لا شك أن الدهون تُضفي على الطعام نكهة مميزة وقوامًا غنيًا، ولكنها أيضًا من العناصر الغذائية التي تُثير الكثير من الجدل الصحي. فدهون الطعام الزائدة، خاصة المُشبعة منها، ترتبط بأمراض القلب، السمنة، وارتفاع الكوليسترول. وبينما يسعى الكثيرون إلى إعداد أطباق شهية وصحية في آنٍ معًا، غالبًا ما يُواجهون تحدّي التخلص من دهون الطعام الزائدة دون التأثير على النكهة. في هذا السياق، كشف الباحث الكويتي المتخصص في الأغذية الصحية، عبدالله دشتي، عن طريقة مبتكرة وسهلة لإزالة الدهون من سطح الطعام دون الحاجة إلى معدات خاصة أو تغييرات جذرية في طريقة الطهي، وهذا السر الذي ستعرفه في هذا المقال.

انضم إلى قناة بوابة الاخبار المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

ودع دهون الطعام بخطوة واحدة

للتخلص من دهون الطعام الزائدة، كل ما عليك فعله هو وضع بعض مكعبات الثلج في ملعقة طعام معدنية، ثم تمرير الملعقة على سطح المرق أو الشوربة. ستلاحظ أن طبقة الدهون تبدأ بالالتصاق بالملعقة لأن البرودة تجعلها تتجمد فورًا، مما يساعدك على إزالتها بسهولة. هكذا تقلل الدهون من الطبق بطريقة صحية، من دون التأثير على الطعم أو فقدان العناصر المفيدة.

بحسب دراسة نُشرت في مجلة علوم الغذاء والتغذية (بالإنجليزية: Journal of Food Science) عام 2020، فإن تبريد الدهون بسرعة يساعد على فصلها ميكانيكيًا من السوائل الساخنة، ما يجعل هذه الطريقة مدعومة علميًا كوسيلة فعالة لتحسين جودة الطعام. كما أكدت مراجعة بحثية في مجلة العناصر الغذائية (بالإنجليزية: Nutrients) عام 2021 أن تقليل الدهون في الحساء والأطعمة السائلة يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في تقليل السعرات الحرارية الكلية وتحسين مؤشرات القلب.

شاهد أيضًا: سموم تهدد دماغ الجنين

لماذا نحتاج لإزالة الدهون من الطعام؟

تُوصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بألّا تتجاوز الدهون المشبعة 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، نظرًا لتأثيرها المباشر في رفع مستوى الكوليسترول الضار LDL، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لكن التحدي يكمن في أن الدهون غالبًا ما تكون غير مرئية في الأطعمة المطهية مثل اليخنات أو الشوربات، ما يزيد من احتمال تناولها دون وعي.

إزالة الدهون من سطح الطعام تُعتبر وسيلة فعالة وعملية لتحقيق توازن صحي دون الحاجة لتغييرات جذرية في الوصفات. وقد أشارت مراجعة في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية (بالإنجليزية: The American Journal of Clinical Nutrition) إلى أن تقليل استهلاك الدهون المشبعة بمقدار 5% فقط يمكن أن يُقلل من خطر أمراض القلب بنسبة تصل إلى 17%.

أيضًا، دهون الطعام الزائدة قد تؤثر على الهضم وتُسبب الشعور بالثقل بعد الأكل، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكبد أو المرارة، ما يجعل خطوة بسيطة كإزالة الدهون من الطعام مسألة فارقة في تحسين نمط الحياة اليومي.

الدهون وتأثيرها على امتصاص العناصر الغذائية

صحيح أن بعض الدهون ضرورية لامتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل A وD وE وK، إلا أن الإفراط فيها يُربك التوازن الغذائي المطلوب، حيث إن  دهون الطعام الزائدة تُبطئ عملية الهضم وتُغيّر من فعالية الامتصاص المعوي.

لذا، يُستحسن أن نحصل على الدهون من مصادرها الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات، ونُقلل من الدهون الحيوانية الصلبة الموجودة في اللحوم والمرق المُشبع.

هل تؤثر إزالة الدهون على نكهة الطعام؟

بالعكس، تُحسّن إزالة الطبقات الدهنية الزائدة من الطعم العام، وتُبرز النكهات الحقيقية للمكونات الأخرى. في تجربة نشرتها مجلة جودة الغذاء وتفضيلاته (بالإنجليزية: Food Quality and Preference)، أظهرت تفضيل المستهلكين للمرق منزوع الدهن على النسخة الأصلية، لأن النكهة تصبح أكثر نقاء وتركيزًا.

شاهد أيضًا: السعرات الحرارية في التمر

أدوات بسيطة لنتائج كبيرة

يمكن لأي شخص تنفيذ هذه الحيلة بسهولة، دون الحاجة لمعدات متقدمة. تُستخدم ملعقة طعام عادية، ومكعبات الثلج المتوفرة في كل بيت. البعض يُفضل استخدام ملعقة معدنية مُجمدة للحصول على نتائج أسرع. هذه التقنية، إلى جانب فعاليتها الصحية، تُعتبر خيارًا اقتصاديًا ومستدامًا لإزالة دهون الطعام الزائدة.

كما يُمكن تعميم هذه الطريقة على للتخلص من الدهون الزائدة في عدة أنواع من الطعام، مثل: مرق الدجاج، اليخنة، وحتى الصلصات الغنية بالزبدة أو الكريمة. وهي أيضًا مناسبة للنباتيين الذين يستخدمون الزيوت النباتية بكثافة، إذ يمكن التحكم في الكمية المتبقية على السطح.

خطوات إضافية لتعزيز جودة الأطعمة

إلى جانب إزالة دهون الطعام الزائدة يدويًا، هناك خطوات أخرى تعزّز من القيمة الغذائية للطعام:

• اختيار اللحوم قليلة الدهن مثل صدر الدجاج أو لحم العجل.

• طهي الطعام بطرق صحية كالشوي أو السلق بدل القلي.

• استخدام الزيوت النباتية بكمية معتدلة وتجنّب إعادة تسخينها.

• إضافة الخضروات الغنية بالألياف للمساعدة على الهضم وتقليل امتصاص الدهون.

شاهد أيضًا: مرض البوليميا

الخاتمة

في عصر تتزايد فيه التحديات الصحية المرتبطة بالغذاء، قد تكون أبسط الأفكار هي الأكثر تأثيرًا. خطوة مثل تمرير ملعقة باردة على سطح الطعام قادرة على تقليل نسبة كبيرة من دهون الطعام الزائدة، وتحويل طبق عادي إلى وجبة أكثر أمانًا وصحة دون أن تفقد لذّتها. وبينما تبقى النكهة مطلبًا أساسيًا في المطبخ، فإن التوازن بين الطعم والصحة أصبح اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى. لا تحتاج سوى “لمسة واحدة” لتبدأ رحلتك نحو طعام صحي وحياة أفضل.